دوار الشؤون الفلسطينية. صورة ل: أفنان الصلاحات

ارتكزت استبيانات سبروكلر التي تم استخدامها كأداة بحث تشاركية على سؤال القصة: "تحدث لنا عن قصة أو تجربة سواء حدثت لك أو حدثت مع أحد تعرفه أثرت عليك سلباً لانك من سكان مخيم البقعة؟". واستجابة لهذا السؤال، شارك سكان المخيم عددا من قصص تعبر عن التهديدات التي يتعرضون لها في المخيم أو خارجه والتي تؤثر على شعورهم بالأمن. فتسلط هذه القصص الضوء بشكل خاص على الصورة النمطية التي يعاني منها سكان المخيم والتي تؤثر على حياتهم الشخصية بشكل مباشر أحيانا وغير مباشر أحيانا أخرى. في الأسئلة التالية سنتعلم أكثر عن مدى تكرار هاته القصص وكيف تؤثر على الشعور بالثقة بالنفس عند سكان المخيم. أنقر على النقاط لتتمكن من قراءة القصص كاملة.

من خلال القصص التي رصدت من أداة سبوكلر، تم التوصل إلى أن الصورة النمطية تؤثر بشكل سلبي على الأمن الإنساني في مخيم البقعة بأربع محاور رئيسية

الأمن الشخصي: يُعاني سكان المخيم من التنمر والنبذ، ما يحرمهم من فرص العمل والزواج. هذه الصورة لا تؤثر فقط على شعورهم بالأمان، بل تؤثر أيضًا على أمانهم الشخصي؛ فقد يحاطون بمشاكل وتوقعات سلبية من المجتمع المحيط.

الأمن الاقتصادي: يتأثر بسبب الصورة النمطية، حيث يُمنع البعض من الحصول على فرص العمل أو التنمية بسبب منشأهم في المخيم. يُعزز تناقل المعلومات الخاطئة الصورة السلبية حول الشباب، مما يؤثر على اعتبارهم في سوق العمل ويُعرضهم للبطالة والتهميش.

الأمن المجتمعي: وسائل الإعلام تلعب دورًا في تعزيز الصورة النمطية السلبية من خلال عرض معلومات غير دقيقة وتسليط الضوء على المشكلات فقط. مما يؤثر على العلاقات المجتمعية لسكان المخيم ويُعرّض سمعتهم للخطر. الكثافة السكانية وسوء البنية التحتية يؤديان إلى ضغوط نفسية وشعور بانعدام الأمان في المخيم، مما يزيد من تهديدات الأمن المجتمعي.

تعزيز الصورة النمطية السلبية للمخيم يعود إلى عوامل متعددة. تشمل هذه العوامل سوء البنية التحتية والكثافة السكانية العالية، مما يسفر عن بيئة داخلية غير ملائمة. بالإضافة إلى ذلك، تقاعس الجمعيات يؤثر سلبًا على الأمن الإنساني. يلعب الإعلام الكاذب والبروباغندا دورًا في تعزيز الصورة السلبية، مما يضر بالمصداقية. الضغط المجتمعي الناتج عن هذه الصورة يقوّض محاولات تحسينها من قبل سكان المخيم. علاوة على ذلك، تعميم التصرفات الفردية يؤدي إلى إهمال الجوانب الإيجابية وتبني السلبيات كصفة رئيسية. هذه العوامل مشتركة في تشكيل تحديات للمخيم وتؤثر على الشعور بالأمان والتواصل الاجتماعي بشكل كبير.

في الاستبيان الذي تم تنفيذه باستخدام أداة سبوكلر لاستقصاء آراء المشاركين حول المجتمع المدني المدافع عن حقوق الإنسان، تمثلت الأجوبة بتنوع كبير بين الإيجابية والسلبية. بعض المشاركين يرون أهمية المجتمع المدني في الدفاع عن الحقوق والواجبات، وتوفير الحماية وتعزيز حقوق الإنسان في المجتمع. وقد وصفهم بأنهم يشكلون مجتمعًا مترابطًا يعملون على تحقيق حياة كريمة للإنسان وتوفير الأمان والاستقرار. ومع ذلك، هناك آراء سلبية أيضًا. بعض المشاركين لم يروا أثرًا فعالًا للمجتمع المدني على المجتمع، واعتبروها شعارات فارغة بدون قيمة أو أثر عملي. كما أثرت الشكوك بشأن أجندات خارجية للمنظمات على بعض الآراء ولكن بنسبة محدودة. تم التوصل إلى نتائج ملموسة بعد تحليل البيانات. تظهر رغبة سكان المخيم في دور مؤسسات المجتمع المدني لتطوير المجتمع، لكن ثقتهم في هذه المؤسسات قد تضررت بسبب تعاونها مع جمعيات تثير شكوكًا. يُقترح فتح مكاتب خاصة للمنظمة المسؤولة داخل المخيم أو توظيف شباب المخيم للمشاركة في تنفيذ المشاريع. واقترح المستجيبون تشكيل لجان تدرس احتياجات المنطقة وتشمل الشباب، مع تجنب التعاون مع الجمعيات لضمان المصداقية. ويدعون إلى إعادة فتح الحوار مع منظمات المجتمع المدني والتعاون معها. هذه النتائج تبرز حاجة المجتمع المدني إلى تجاوب أكبر مع احتياجات سكان المخيم، وتعزيز الثقة بينهم وبين المنظمات لتحقيق أهداف تنموية واقتصادية واجتماعية في الواقع المحلي.